استديو ملوى

الأحد، مارس 06، 2011

الثورة المستحيلة

لمن الملك اليوم ؟ للطواغيت ؟ لا.. لمن الملك اليوم ؟ الملك اليوم للواحد القهار ناصر الشعوب ومذل جلاديهم .. ماذا يجري في ليبيا؟ تتقطع الأوصال وتمزق الأعضاء وتتشظى الأجساد..

*
والمرتزقة ينتهكون الحرمات.. فيما صوت الحرية يخترق صوت الرصاص أن الشعب قرر الحرية وقرر طرد الطاغية.. أي ملحمة تصنعها الأمة في واحدة من مواطن الكرامة والعزة.. أي أسطورة هذه؟ شعب أعزل يتصدى للطائرات والبوارج والمدفعية المضادة وصواريخ القتل..
*
ها هي أمتنا تتجلى على أروع ما في الحرية من معان وما في الكرامة من قيم.. ها هي أمتنا بعد أن أعطت من قوتها ومن أمنها الكثير لعل الحكام يدركون ويعقلون ويرجعون عن غيهم.. ها هي أمتنا وبسلوك حضاري عظيم تتقدم لخلع طواغيتها الواحد تلوى الآخر، فماذا نقول لمن كان يدعي أن هذه الأمة عاقر..؟ ولمن قال أن الأمة ضاعت مع برامج التهميش المنظم إلى الموت البليد؟ لقد أقام الطواغيت برامجهم كلها على فرضية أن لا وجود للأمة.. وأن الفراعنة قدرها المستبد والمستفحل ولا مستقبل لها إلا في حجره..
*
وعندما تلبّس الشيطان الطواغيت تملّكهم الوهم أنهم هم الأصل، والشعب ملك يمين .. وأن الأمة ليس لها كرامة ولا عين ولا أذن ولا فعل ولا إرادة.. جثة هامدة يفعلون بها مايشاءون.. ولذا كانوا يوغلون في الذل للأعداء يسلمونهم ثروات الأمة ويمنحونهم أرضها ويحولون طاقات ابنائها لصالحهم؛ ولكن إرادة الله المتجلية في ضمير الناس وإرادتهم تأتيهم من حيث لا يحتسبون.. لقد جاءتهم من شعب مظلوم مقهور فقير مستلب مهمش في تونس.. من مكان لم يخطر على بال بشر أن يكون هو البداية ونقطة الانطلاق لمشروع الأمة النهضوي.. انطلقت الثورة من قرية فقيرة في بلد فقير لا دور إقليمي له ولا قيمة حيوية له بعد أن أغرقه نظامه في منظومة الامتهان والإذلال.. فمن تونس كانت شرارة الثورة العربية الكبرى على مستعبدي الشعوب ومذليها.. لتدوي مليونية في مصر الكبيرة المنهوبة والتي ظن الأعداء انها ماتت على مذبح كامب ديفد.. وزلزلت الأرض زلزالها في مصر حتى قذفت الى الأبد بقيم الذل ومنظومة الهزيمة.
*
لقد كسرت ثورة الشعب الليبي حواجز المستحيل.. وها هي ترغم الجميع على احترامها وترغم المنتفعين المرتشين الكبار في الغرب على التبرؤ من صاحبهم وان يقدموا على إدانته علنا.
*
انها ساعات صعبة وقاسية، ولكنها التحدي الكبير الذي يواجه الأمة.. إن انتصار الشعب الليبي يعني انتصار الشعب العربي كله واستعادته لروحه وكرامته، وها هو يتجلى عن تحضره وروعته وأنه جدير بدوره الريادي في حضارة الانسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم