استديو ملوى

الأحد، مارس 06، 2011

الآن سقط مبارك

حققت الثورة المصرية أعظم إنجازاتها وأكبر ضمانات استمرارها.. فها هو صرح الظلم الكبير ومركز الفساد الشرير "مباحث أمن الدولة" يتهاوى أمام إصرار الثوار، وقد وقف زعيمه في قفص الاتهام ينتظر الحكم العدل فيه على ما اقترفه من مآس في حق المصريين..

مباحث أمن الدولة تحترق ويفر عناصرها، والآن يستطيع المصريون أن يحتفلوا مطمئنين بأن مرحلة بكاملها سقطت وأن مصر تولد من جديد.. ورغم ما تقوم به قيادات الجهاز من إتلاف ملفات الخزي والعار التي تضج بها مكاتبهم، إلا أن الثوار يلاحقونهم بالشهود من المعذبين والمقهورين لسنين كثيرة.

لقد حكى لي عشرات المجاهدين الفلسطينيين على مدار الثمانينيات والتسعينيات كيف كانت تصب عليهم آلة البطش في أوكار أمن الدولة المصري وتهمتهم تدور حول محاولاتهم القيام بأي عمل له صلة بالمقاومة.. ورأينا بأم أعيننا كيف يمارس أمن الدولة سلوكا ممنهجا من إذلال الشعب الفلسطيني على المعابر وداخل مصر، وكيف يمارس أسلوبا غاية في العنف والبشاعة والتعذيب في حق الشعب المصري.. يكفي أن تكون فلسطينيا مثقفا وواعيا ومجاهدا أو تدعم المقاومة حتى تكون مطلوبا من طرف أمن الدولة المصري، ويكفي أنك تكون مصريا تحاول أن تتنفس الهواء بدون إذن أمن الدولة حتى يحل بك غضب الملاحقات والمطاردات.. ولأمن الدولة فروع عديدة تمس كل قطاعات المجتمع، وهي تسيطر على المال في مصر والتجارة والاستيراد بشكل خاص، كما أن يد أمن الدولة تمتد إلى كل شيء في الدولة والبلد.

والآن يحيط شباب الثورة بمقرات مباحث أمن الدولة في مدينة 6 أكتوبر ومناطق عديدة بالقاهرة يقتحمونها وينهون حقبة دولة أمن الدولة.. لتبدأ دولة حضارية لا عصابات إرهاب فيها.

جاء هذا المنجز الكبير بعد يوم واحد من تعيين عصام الشريف رئيسا للوزراء، وقد ألقى خطابه في ميدان التحرير معاهدا أن يكون وفيا لمبادئ الثورة، وأنه يستمد شرعيته من ميدان التحرير، وأنه لن يساوم على أهداف الثورة.. وهكذا تكون الثورة قد دخلت في مرحلة مابعد مبارك إلى مرحلة تدمير نظام مبارك وبناء نظام جديد بمرجعيات جديدة مستندة الى شرعية جديدة.

لقد كان من المستحيل الاطمئنان على نجاح الثورة في مصر مادام أمن الدولة يتحكم في حياة الناس.. ولهذا فإن القضاء على هذا الجهاز الخطير والشرير أهم إنجاز للثورة المصرية.

وهكذا يسقط النظام ركنا ركنا من الحزب الوطني إلى مجلس الشعب إلى الحكومة إلى أمن الدولة.. فيما تتقدم الثورة خطوة خطوة لتعديل الدستور ولحكومة برئيس من أبناء الثورة وهناك خطط واعدة لبناء مصر الجديدة.

الآن انتصر المصريون والآن سقط مبارك وانتهى نظامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم