استديو ملوى

السبت، يونيو 25، 2011

مخبز شرق المحطة بجوار المعهد الدينى بمدينة ملوى اليوم22/6/2011 ( تاريخ صناعة الخبز ) أ لخبز سيد الموائد الغنية والفقيرة، وغذاء استراتيجي لإنسان العصور المختلفة، وقيمة اقتصادية منذ اكتشافه، كما تدخل في الشأن السياسي فكم من مشاكل شعبية بسبب «نقص الخبز»، كيف وصل لنا الخبز الحالي؟ ومن اكتشف صناعته؟ وكيف تطورت أساليب هذه الصناعة، التقرير التالي يستعرض محطات هامة في تاريخ الخبز: عرف الفراعنة وشعوب بلاد الرافدين الخبز وكانوا من قبل يمضغون القمح نفسه، ثم اكتشفوا أن بالإمكان طحنه وتحويله إلى عجين يوضع على النار لينضج، ولم تكن عملية انتفاخ الخبز بسبب الخميرة معروفة على نطاق واسع في تلك الأيام، فكان الناس يحتفظون بجزء من عجين الخبز لإضافته إلى عجين اليوم الثاني، وبذلك توصل الإنسان إلى أصل تخمر العجينة كعملية ما زالت تستعمل حتى اليوم. وكانت عملية صناعة الخبز قد دخلت ضمن مفردات حياة الإنسان القديم، حيث وجد علماء الآثار على الجداريات الفرعونية صوراً تظهر كيفية صناعة الخبز، كما وجدوا قطعاً من الخبز مدفونة مع الميت لإطعامه خلال رحلته نحو الآخرة، واكتشفوا وجود القمح في بعض المستوطنات البشرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثمانية آلاف سنة، إضافة إلى وجود 30 نوعاً شعبياً من الخبز في مصر القديمة. سطر المصريون الأوائل في ألواحهم وجدارياتهم كيف كانت الأمهات يقمن بإرسال الأولاد إلى المدارس مع مقدار من الخبز من أجل وجبة الغداء، وتظهر الرسوم والحفريات وجود الخبز أيام الإغريق القدماء والرومان، وكيف كان الجدال حول أيهما أفضل الخبز الأبيض أم الأسمر؟. ومع امتهان الإنسان الأول للزراعة، واستخدامه الرحى الحجرية للطحين، بعد اكتشاف زراعة الحبوب، فقد حدثت نقلة نوعية كبرى في تاريخ البشرية، خاصة أن جميع هذه الحبوب جاءت من فصائل الأعشاب البرية، وكان الخبز تعبيراً رمزياً عن كل الأشياء التي يعتزون بها، فالقمح من الأرض والملح من البحر والماء من النهر. من مصـر.. إلى أوروبـــا! هناك إجماع عام على أن الإنسان بدأ يأكل الخبز منذ أكثر من 10 الاف سنة قبل الميلاد، لكن هناك رأي آخر يرجع هذا الأمر إلى 52 قرناً قبل الميلاد، حيث كان البابليون الأوائل وشعوب ما بين النهرين والمصريون يصنعون الخبز بأشكال مختلفة بعد أن مزج الإنسان الأول الطحين بالماء، وكان المصريون القدماء أول من بدأوا بخبز العجينة بالخميرة التي اكتشفوها من الأعشاب البرية، كما طور المصريون الأفران، ولم يكن الخبز المميز متاحاً لجميع الناس بسبب اختلاف المراتب الاجتماعية، فكان الأغنياء يأكلون الخبز المصنوع من القمح، وكان الميسور منهم يأكل النوع المصنوع من الشعير، فيما كان الفقراء يصنعون خبزهم من نبات يشبه الذرة، ويسمى الذرة السـكريـة. وخلال سيطرتهم على مناطق كثيرة في العالم، وامتداد امبراطوريتهم نحو بلدان البحر المتوسط ما بين عام 700 و1300 قبل الميلاد أخذ الإغريق طريقة صناعة الخبز من المصريين ونقلوها لبلادهم، ومن هناك عبر الخبز في رحلة طويلة إلى كل أوروبا من خلال سيطرة روما وقوة نفوذها. عصر الخبازين خلال الفترة بين القرنين الخامس والعاشر الميلاديين ظلت صناعة الخبز لقرون عدة معتمدة على ربات البيوت اللاتي كن يخبزن للملوك والأمراء، وتعلم الإيطاليون من الإغريق صناعة الخبز، حيث كان لديهم 50 نوعاً من الخبز، كما اكتشفوا طريقة متقدمة لطحن الحبوب، أما الرومان فإنهم قبل أن يعرفوا الخبز كانوا يأكلون (البلز)، وهو نوع من العصيدة المصنوعة من دقيق الذرة المغلي، وفي عام 741 قبل الميلاد قام العبيد من اليونانيين، حيث كانوا يعملون في أفران المخابز الرومانية بتعليم الرومان صناعة الخبز، ثم أصبح الخبازون الرومان من المشهود لهم بالتميز في هذا المجال، وحاز الخباز حينها مرتبة اجتماعية متميزة حيث سارت نظرة لدى الحكومة أن الخبز أهم من اللحم. وكما احتفى الرومان بالخبز والخبازين، فقد سعوا لتوفيره بكميات كبيرة، وقام الجنرال البيزنطي البارز بيليساريوس ببناء الطواحين عند الحدود، فأنتجت ما يكفي من الدقيق القادر على إطعام روما في القرن السادس، ومع وصول شارلمان إلى السلطة ضاعف عدد الطواحين. الخبز والمراتب الاجتماعية مثلما كان للخبز في القرون الوسطى أنواع وأشكال مختلفة، فقد كان معياراً للمراتب الاجتماعية في روما، فمن خلال الخبز وأنواعه يتم تصنيف المراتب، فكان هناك نوع من الخبز المصنوع للبابا، ونوع للفرسان النبلاء، ونوع للجنود، ونوع للأكل اليومي، وكان الخبز ضرورياً لأصحاب كل هذه المراتب، ومع عودة البابا إلى روما مع فجر عصر النهضة عام 8731هـ وشيوع حالة من الفوضى والخراب تفجرت أزمة صناعة الخبز، فاستقدم البابا عدداً من الخبازين الألمان الذين قاموا بتوفير الخبز للمدن، أما المعجنات فكانت تخبز في البيوت، وكان الخبز الأبيض يباع في محلات خاصة بالأغنياء، أما الخبز الداكن فكان متوافراً لعامة الناس. فيينا عاصمة الخبز لم تكن أغلبية المدن الأوروبية لديها مخابز إلا في فترة العصور الوسطى، بعدها تحولت سيادة الإيطاليين كخبازين في أوروبا إلى النمساويين الذين فتحوا مقاهيهم لأول مرة عام 2871م وقدموا فيها المعجنات والحلويات والمخبوزات المميزة، فأصبحت فيينا عاصمة الخبز الأنيق الرائع. إلا أن مرحلة الخمسينات والستينات كانت مرحلة ثورة في عالم الخبز.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم