استديو ملوى

الأربعاء، فبراير 15، 2012

عن يميني كان يرقد عم سيد ...رجل نحيف ..وجهه حفر عليه شقاء السنين ..عظام وجنتيه بارزة ..صامت دائما لا يتكلم ولم اسمع صوته طيلة مكوثي بالمستشفي ...بسبب مرضه بالطبع ...ما لفت نظري في قصته هو بر ابنائه .... لديه ستة ابناء ذكور يتبادلون الاشراف عليه و رعايته ولكني لم اري منهم سوي ثلاثة ....قال لي عماد اصغر ابناءه.. ابي طوال حياته رجل مكافح يمتلك محل لكواء الملابس بالاميرية ومنه استطاع ان يصرف علينا و يربينا ...وانا اعمل بورشة للالوميتال و حاليا مجند بسيناء و حصلت علي اجازة 10 ايام لرعاية والدي ....كان عماد نموذج لابن البلد الشهم يوزع ابتساماته و نكاته علي العنبر لم يترك احد الا و تناقش معه و تبادل معه الضحكات حتي دينا لم يتركها في حالها و كان يحب ان يستفزها حتي تنهره و تلعنه بخفة دم فنضحك جميعا ...ولم ينسي ان يحضر لها بعض المجلات والالعاب البسيطة في كل زيارة ...اما اخوه الاكبر فجاء مرهقا من عمله بمحطة الكهرباء ...عينه حمراء من التعب و الارهاق قال لي ان مرض ابوه احزنهم كثيرا وسبب ارتباكا لحياتهم ...هي ثالث مرة تاتي له الجلطة في الدماغ و لكنها اقواها و اخطرها سببت له شللا كاملا .. هذا من كتر التفكير فهو دائما مهموم و المسئوليه التي علي كاهله ارهقته ......اطفئت الانوار بالعنبر استعدادا للنوم و جلس ابنه بجواره يربت علي وجهه و يقبله في حنان ...وقال له ابي ماذا تريد ...قول اي شئ تريده واقسم لك سوف احضره لك في الحال ...تكلم يا ابي ...هل انت راض عني قول يا ابي ارجوك ..اشعر انك غير راض عني ...والاب صامت ينظر و لايتكلم ... ربما يريد شئ من المستحيل تحقيقه ....هو ينتظر معجزة ...وفي زماننا هذا لا توجد معجزات ...ربما ادرك عم السيد بعد هذا العمر الطويل ان هناك لسعات قوية و مهلكه اقوي من لسعات المكواة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم