استديو ملوى

الاثنين، أكتوبر 17، 2011

الحياة غريبة و فلسفتنا في العالم أغرب وكل فلسفاتنا ولدت من رحم التراث ورضعت أثداء الجهل .. ومع ذلك نعيش .. نعيش بالبركة !! فنحن و الحمدلله .. نبرر الفشل و الكسل و النكوص و الإخفاق و الإنبطاح .. نمجد الماضي و نحارب الحداثة و نجتر أحلاما كسولة و تاريخا مضى و انقضى. ما أروعنا ... فنحن نعيش لنموت .. فلم التعب في البحث و الاختراع و التجديد و التطور و مقارعة باقي الأمم؟ ... فنحن ذاهبون عن هذه الدنيا ... هذه هي فلسفتنا في الحياة .. فهل سمعتم عن منطق عصور الجليد؟ و أما ما وصلت إليه بقية الأمم من علوم وما تسعى للوصول إليه .. فهذا لا يعنينا في شيء ... فقد أقنعنا أنفسنا و اقتنعنا أننا أفضل من الجميع ... هكذا !! .. وبكل بساطة .. وصدقنا !! .. تناولنا المخدر .. وتخدرنا .. و نمنا .. و انكفأنا على وجوهنا والناس قيام .. وهذه هي فلسفتنا عن باقي الشعوب و الأمم ... فهل قرأتم عن نظرية أصل الانسان ؟ تحت المجهر ... شهادة جامعية .. ملابس بيضاء براقة من لانفان و ساعة معصم أنيقة من بيير كاردان .. رائحة عطرية مثيرة من إيف سان لوران .. سيارة حديثة رقمية مترفة من فورد .. فيلا عصرية في حي راقي .. تحتوي على تلفزيون من اليابان و تلفون من تايوان و إنارة من اليونان و ثلاجة من أمريكا و أثاث من ايطاليا .. و مقتنيات تكنولوجية عديدة من مختلف انحاء العالم !!... أحد نماذج الرجل العصري في بلادنا، في القرن الواحد و العشرون ... هكذا يبدو !! .. من الخارج ... فإذا سألته ما إسم أمك ؟ إمتقع وجهه و إحمرت وجنتاه .. ثم إنتفض و ارتعش و همهم و تمتم و انتفخ و استاء و غضب و اطرق .. و سرت في عروقه نبضات كهربائية و في أطرافه خلجات عصبية و غشت بصره غشاوة وذهبت عن حديثه الطلاوة ... فجف ريقه و خبا بريقه و ضاع طريقه و دارت الدنيا برأسه و نظر إليك بإستهجان و عدوانية متوثبا للطعان متحفزا للقتال .. فتلك إهانة !! في لحظة .. اضمحلت علوم الجامعة و شهادات الجامعة .. ومنجزات كاردان و لوران و دافنشي و ناكاياما ... و القرن الواحد و العشرون .. و تقنيات أشباه الموصلات ... و الحساب و الحاسوب .. و حرب النجوم ... و فضحت الملابس التنكرية البراقة حقيقة الشخصية العليلة التي تحتها ... شخصية جهل إبن أبي جهل و ولد أم جهل .. الذي لم يمت !! في لحظة ... إنهار تمثال الورق ... نسمة رقيقه أطاحت به .. و هزأت به .. علكته و بصقته .. رفعته عاليا في كبد السماء .. ثم تركته يتهاوى حثيثا .. حتى يستقر في درب المشاة .. حيث ينبغي أن يكون. أما لو سألت جهل عن إسم أخته أو زوجته ؟ .. فتلك مأساة من نوع آخر .. مأساة أكثر دموية. إنه يخجل من أمه .. و ذكر أمه .. و إسم أمه .. و كل شيء .. و أي شيء .. عن أمه ... فذكرها عار .. لا يحب أن تعيره به. .. ثم بعد ذلك كله .. لا يخجل من نفسه ولو للحظة واحدة أن يتحدث لساعات طويلة عن مكانة المرأة (المرموقة) المزعومة في حياته. مسكينة أمه ... مسكينة المرأة .. شخصية شيزوفرانية ...مكاييل و مكاييل و منطق العصافير .. فالحديث عن أم الجيران و بنت الجيران و زوجة الصديق و شقيقة القريب حديث ممتع شيق يبعث السرور. ستأكلك الدهشة و يطحنك الاستغراب ... كيف يتشقلب المنطق على رأسه و يبقى منطقا ؟ وبعد أن تفكر كثيرا و قليلا ... ستكتشف أسرارا مثيرة و حكايات خجولة .. عن أمة لها رجل في الظلام و رجل أخرى تحت الضؤ .. رجل في الماضي و رجل في الحاضر .. ستعرف لأول مرة عن الطين المكسو بطبقة رقيقة هشة من غبار الحضارة .. فكأن الأموات قد بعثوا ... يصنع المال الاملاك .. ومنتجات فيرساتشي .. لكنه لا يصنع الحضارة .. مخلوقات تراثية ... تصوراتها غريبة ... تصرفاتها عجيبة... تقتني عشرات الملاعق .. و تتناول الطعام بأيديها ... تقتني الحمامات الراقية وكل منتجات الورق ... ثم تستعمل أيديها العارية لتنظيف أدبارها !! ... تقتني أطباق الدنيا و يتناول الجميع الطعام في صحن واحد ... تقتني أثمن العطور الفرنسية وتعجز عن استيعاب فهم وجود فرق بين الرجالي و النسائي منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم