أولا تحية طيبة لجميع معلقي هذه الصفحة وشكر خاص للأخ الجنايني, ساخر, الفنان محمد عبد اللطيف والأستاذ ماهر على سؤالهم عني .. في الواقع لم أكن في الفترة الأخيرة أتابع تطورات الأحداث جيدا ولكن بمجرد تصفحي لبعض الصفحات والتعليقات لحظت أن شيئا ما قد جَدَ..أصوات غير التي عهدنا سماعها قد علت وصارت تعبر عن رأيها من جديد..وكأنها خرجت من نقاهتها و تخلصت من خجلها لكونها تنتمي إلى فئة صارت منبوذة..أنا لا أدر من أين استمدت قوتها لكي تعاود الظهور, ولكن من الواضح أن هناك من يريد الآن أن يغير مسار الهبة الشعبية و يأخذها إلى طريق كان قد عبده أثناء الشهور التي كان يلتزم فيها الصمت..كنت دائما أحترم الرأي والرأي الآخر ولكن حينما يحتكر الرأي الآخر الكلمة لمدة 30 سنة يحق لنا أن تثور عليه ونأمره بأن يتوقف عن الكلام..كيف لا وهو اليوم يحاول دغدغة مشاعر المصريين وإقناعهم أنه لاجدوى من محاسبة شيخ يحتضر..ثم تعلو درجة استعطافه فيطالب جنازة عسكرية لرجل قيل أنه أفنى عمره في خدمة الوطن..أن لا أر في هذا الطلب إلا مكرا يراد به استغفال الشعب المصري وضربا لمصداقية ثورته..لأن أي جنازة عسكرية ستعني أن الكل شهد لهذا الرجل بالبراءة وأنه فعلا يستحق تكريما على ما صنعه لأجل وطنه. وإلى كل من يطالب بمثل هذه الجنازة العسكرية أقول: بالفعل إنه يستحق تحية عسكرية على كل مواطن عاش بين القبور في حين كان ينعم هو وحاشيته في القصور يستحق تحية عسكرية على كل مواطن لم يجد سقفا يؤويه أو رغيف خبز نظيف يغنيه عن الاقتيات من القمامة يستحق تحية عسكرية على كل مريض لم يجد دواء يسكن ألمه,أو رعاية طبية تشعره بآدميته يستحق تحية عسكرية على الماء والهواء الملوثين ,على الأكل المسرطن,على الأثار, الأراضي والأموال المنهوبة يستحق تحية عسكرية على كل عمارة سقطت على رؤوس سكانها يستحق تحية عسكرية على جدار العار واتفاقية الغاز وقبل أن تطالب بتكريمه لا تنسَ أن تسأل خالد سعيد لماذا قتلته لفافة البانجو اسأل المتظاهرين الذين قتلوا لماذا دهستهم العجلات وحوافر البهائم اسأل الشباب المكتئب, إسأل من وجدوه في غرفته منتحر, اسأل من ألقى بنفسه في البحر لماذا مات وهو يحلم بالهجرة اسأل الواقف في الطابور لماذا ضاع عمره في الانتظار...اسأل إن كنت لا تعلم فلما يأتيك الجواب ستدرك أن أكبر تكريم يمكن يناله هذا الرجل وغيره من المسؤولين هو دفنهم بعد الموت..ويوم يصفح ويتنازل كل مصري عن حقه فحينها يمكنك ففط أن تعلق على قبر أبطالك النياشين.